يوجد بالعالم ما يزيد على 30000 مكمن للبترول والغاز من بينها 500 تصنف من كبريات المكامن وتحتوي على أكثر من 70 مليون طن . ومن بين هذه الكبيرة هناك ما يزيد على 50 مكمن عملاق بالشرق الأوسط ، وبها أكثر من 700 مليون طن من الخام ، وهو ما يعادل 40 % من احتياطات العالم .
يحتاج كل فرد في العالم إلى كمية من البترول يوميا ليعيش حياته وفقا للنموذج المرسوم بأنامل الحضارة العصرية ، وكلما كانت الدولة التي ينتمي إليها هذا الفرد متقدمة فإن حصته تزيد على غيره في دول نامية أو متخلّفة ، هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى فإن الإرادة الإلهية المقدسة جعلت أكبر مكامن البترول في غير أراضي بلدان الدول التي تملك مفاتيح الحضارة ، أي التي تستهلك أكبر قسط من المحروقات ، فكان لزاما عليها اقتناؤه من عند من يملكه ، فنشأت عن هذه الحاجة حركة نقل لا عهد للعالم بها قبل هذه الحقبة ، وازدهرت من أجلها ميادين من متعلقاتها كصناعة السفن الخاصة ، وتأجيرها ، وتأمينها ، وصيانتها .
النقل البحري
عرف نقل المحروقات نموا مطردا في الوسائل والكميات المحمولة ، فبينما لم يكن سنة 1935 سوى 100 مليون طن ، قفز سنة 1960 إلى 500 مليون طن . ومنذ 20 سنة ـ من تاريخنا ـ تشهد محيطات العالم وبحاره أكثر من 8000 سفينة شحن تمخر عبابها لتحمل ما بين 1.5 و 1.9 مليار طن من النفط سنويا .
ويعتبر النقل البحري أحسن بكثير من النقل بواسطة الأنابيب ، ويحبذه المستثمرون والمتعاملون الإقتصاديون لمرونته . فمن الممكن تغيير اتجاه مسار السفن في أي لحظة أثناء سفرها بغير عناء ولا كلفة كبيرة ، ويقال أن حمولة واحدة قد تتغير وجهتها عدة مرات لأنها بيعت أكثر من مرة قبل وصولها إلى منتهاها ، فعوض أن ترسي بدولة في أمريكا الجنوبية ، تجد نفسها بأقصى الشرق متوجهة إلى اليابان مثلا . ولم يعد حجم الكميات المحمولة يخلق مشكلة ، فقد ظهرت حاملات البترول العملاقة التي تستطيع حمل 200000 إلى 550000 طن من كل أصناف البترول .
وتتبع هذه السفن شبكة معروفة من الطرقات عبر القارات من بينها الطرق المارة عبر رأس الرجاء الصالح ، أوقناة السويس إذا لم تكن السفينة مفرطة في الكبر ، وهي الطرق التي تصل الشرق الأوسط بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية . وهناك أيضا طريق مضيق " مالاكا " بين جزيرة سوماطرا وماليزيا للتوجه إلى اليابان ، والصين ، وكوريا الجنوبية .
وتختلف مدة رحلة حاملة البترول باختلاف المسافات بين الدولة المصدرة للنفط وبين الدولة المستوردة إياه ، وعلى سبيل المثال فإن تلك الرحلة بين الشرق الأوسط وأوروبا تستغرق ما بين 15 و 30 يوما .
النقل البرّي
ينقل البترول كذلك بواسطة خطوط طويلة من الأنابيب Pipelines ، تقطع أراضي شاسعة لتصل المنابع بمصانع التكرير ، أو الموانئ التي منها يشحن في السفن للتصدير .
يتم ضخ البترول بداية من مراكز التجميع بالحقول ، ثم يجدد على طول مسافة الخط بواسطة محطات لضمان وصول كميات ثابتة وبالضغط المطلوب . وتظهر أهمية نقل المحروقات بالأنابيب عند الدول التي لا تملك منافذ إلى التجمعات المائية الكبرى ، أو عند تنفيذ عقود تزويد الدول المتجاورة ، كما هو الحال بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية . ويعد أنبوب " دروشبا " المنطلق من منطقة " سامارا " من روسيا إلى مصفاة " لونا " بألمانيا من الأمثلة العجيبة لهذا الصنف من النقل ، إذ يبلغ طوله 3640 كلم ، وله 34 محطة إعادة ضغط .
لكن هذه الوسيلة لا تخلو من سلبيات ، منها :
- استحالة تغييرها بسهولة إذا اقتضى الأمر ، لِعِظَم الإستثمار فيها ، وضخامة مشروع هذا التغيير .
- ضرورة مرور خط الأنابيب بعدد من الدول ، يرتفع بارتفاع طوله ، وما ينجر عن ذلك من مشكلات لها صلة بسياسات أنظمة الحكم ، والتشريعات المختلفة في كل بلد ، كنظام التسعيرات والضرائب ، والإضطرابات السياسية ، وإمكانية العمليات التخريبية الإرهابية أو عند نشوب الحروب .
<< الإنتاج
التكرير >>