أقوام عِلْمُهُم رَجْم | | ويقينهم وَهْم |
ودليلهم سوء الفهم | | يَرْمُون معصومَ الأعراض من سموم الأغراض بأنفذ سهم |
يجادلون في زعمهم بالكتاب وهم عن آياته معرضون |
رموا أهل الله بكُلّ ذميمة | | وزعموا أن الإعراض عن الدنيا جريمة |
وأن عقيدة الولاية والكرامة عقيدة سقيمة | | وأنّ الإرشاد والتربية والمجاهدة والسلوك أشكال عقيمة |
كَلاّ سيعلمون ثمّ كَلاّ سيعلمون |
إتّخذوا تقهقر الإسلام ذريعة لهذا التّنَاد | | وزعموا أنّ أصله شيوع ذاك الإعتقاد |
وأنّ الله يُصَرِّفُ فيما يشاء مِنْ مُلكِه مَنْ شاء مِنَ العباد | | وصادفت نغماتهم تأثير على أهل الإلحاد |
فردّدوها ابتغاء الفتنة وأجمعوا أمرهم وهم يمكرون |
يغالطون إذا أرادوا لدعوى التصريف مَنْعا | | بإيهام معارضة " قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا " |
ويتوَهّمون أنَّا لا نستطيع لها مع التوحيد جمعا | | لقد كانت أعينهم في غطاء وكانوا لا يستطيعون سمعا |
كم بين دَعْوَى المُلْكِ وعقيدة التّمليكِ مِنْ بَوْن |
ألَمْ يُصَرِّفِ الله موسى في البحر فانفلق كالأطواد | | ألم يسخّر الريح لسليمان تجري بأمره رخاء حيث أراد |
ألم يُؤتَى بالعرش قبل ردّ الطرف من أقصى البلاد | | ألم يكن في قوله " فالمدبرات أمرا " نسبة التدبير للعباد |
ألم يقل " قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم ثم إلى ربكم ترجعون " |
فإن أنكروا أصل التصريف كذّبوا الآيات | | وإن زعموا التخصيص بالأنبياء8 فما لهم من بيّنات |
وإن عارضوا بعقيدة التوحيد استهوتهم الشبهات | | فكما خلق الله الشمس لفيض النور خلق خلقا آخر لفيض الإمدادات |
أولئك الذين أحبهم ربهم فبه يسمعون ويبصرون ويبطشون9 |
وما ظنك بمن صدق مولاه في الحُبّ | | ونزل منه منازل القرب بالقرب |
هل تحول دون تصرفه في شيء حُُجُب | | إذا كان مظهرا لتصريف الرّب |
وربّك يقول للشّيء كُنْ فيكون |
لقد جرّدوا على أهل الحق سيف الإعتراض كليلا | | وحسبوا الغرور نصحا والشبهة دليلا |
وأهَمّتهُم العاجلة فتركوا وراءهم يوما ثقيلا | | واستحوذ عليهم الشيطان فلا يذكرون الله إلاّ قليلا |
فستبصر و يبصرون بأيِّكم المفتون |
شاحنوهم في أسماء10 الأقطاب والأبدال والأوتاد | | وقالوا ما وجدناها في آية ولا حديث صحيح الإسناد |
أفَهَلْ وجدوا نصًّا في ترتيب مراتب الإجتهاد | | أم يحكمون على اصطلاح الأصوليين أيضا بالفساد |
أم لهم فرق حسب الهوى فَهُمْ يتحكمون |
لا يفزعون لتعطيل الحدود وإهمال الفروض | | وتَخَلّلِ كبائر المحرّمات في المعاملات والقروض |
ويقولون عاقتنا عقيدة الولاية عن النهوض | | فَهُمْ كالعراقي المتحرّج من دم البعوض11 |
يتبرمون بالزوايا و بمراسح القصف و الميسر لا يتبرمون |
قل إن كان لا خوف من تعطيل الحدود وشيوع القبائح | | وفراغ المعابد وعمران المراسح |
وإنما الخوف من مجالس الذِّكْرِ والنصائح | | والإلتفاف حول كل عبد صالح |
فاعملوا على مكانتكم إنّا عاملون |
إذ ليس مِنَ الطبّ قتلُ المريض لإراحته من الأوجاع | | وهل تنكرون الإسلام لِمَا عليه أهله من الإبتداع |
إن كنتم لا تُسلِّمون الطعن في الدين بمثل ذلك فإنّا مثلكم في مسألتنا مانعون |
ومِنْ دون أولاء فريق زعموا أنّهم أحاطوا بالشريعة خبرا | | وأنهم يسلّمون الولاية وإنما ينكرون من جاء نكرا |
ضيِّقة حَوَاصِلهم لا يستطيعون للتفهّم صبرا | | وقد ينكر الصبي أنّ وراء اللّعِبِ لذّة أخرى |
كما ينكِر هؤلاء أفهاما ومراتب فوق ما يعلمون |
أولئك الذين أوتوا نصيبا من الكتاب | | تقاذفتْهم الشُّبَه وتقطّعتْ بهم الأسباب |
وافتتنوا بالقشور فأضاعوا اللباب | | وظنوا بأنفسهم الغنى وما ملكوا النصاب |
ولئن سألتهم ليقولون إنما نحن مصلحون |
أُشْرِبُوا في قلوبهم حبّ الزعامة | | فارتقوا منابر الإرشاد على غير استقامه |
وتقدموا دون تطهّر للإمامه | | يحبون أن يُطَاعُوا كلا ولا كرامة |
متى كان الأعشى يقود قوما يبصرون |
سراعا إلى التكفير دون أن يُبَيِّنوا لماذا | | ولئِنْ بيّنوا لا يجاوزون ما سمعنا بهذا |
يحكمون على الكتب بحكم قوم إبراهيم 12 لو ملكوا نفاذا | | كأنّ لهم على أبواب رحمة ربك استحواذا |
ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون |
تسمع جعجعتهم بإرجاع الإسلام إلى جِدَّتِه | | وتَبَجّحِهم بإعادة حَدِّ الحق إلى حِدّتِه |
يتنادون لإحياء سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنّتِه | | ومحاربة البدع المشوِّهة للدين و سمعته |
وتلك كلمات حق يلوكها المبطلون |
أولعوا بالمهتدين فكادوهم بالإفتراء | | وإذا قطعهم البرهان تعلقوا بخيوط المراء |
يفهمون سقيما فيجرحون سليما وهو من جرحهم براء | | كذلك تحكّك بالإمام الشاذلي ابن براء13 |
وقامت اليوم غوغاء على الأستاذ النظيفي 14 يعترضون |
أخذوه بما ظنوه لازما لقوله و تركوا صريحه15 | | وتعاطوا وما كانوا مهتدين تجريحه |
وطلبوا تعزيره وكلٌّ قد علِم صلاته وتسبيحه | | وحسبوا أنّ الدين بيت يملكون مفاتيحه |
فَهُمْ حسب الهوى يُدْخِلُون من شاءوا ويُخْرِجُون |
قد نَقَلَ في صلاة الفاتح وهو في نَقلِه عدل | | أنّ اعتقاد كونها من الكلام القديم شرط لتحصيل الفضل |