بقلم :
محمود سلطاني 22/11/2009
تسبّبت حادثة الإعتداء - رجماً بالحجارة - على الحافلة المقلّة لمنتخب كرة القدم الجزائري في مصر قبل أيّام من تاريخ كتابة هذه السطور ، في إحداث رجّةٍ عنيفة في علاقة البلدين الشقيقين على كلّ المستويات ، ظهر منها ما ظهر ، وبطن ما بطن إلاّ ضمنا .
بدا الأمر وكأنّه شرارة انطلقت في مخزن بارود من شدّته ووقته الأكثر من وجيز .
ولست أجلس للكتابة وفي نيّتي أن أنصّب نفسي قاضيا يحكم في ما شجر بين المتخاصميْن . وليس في نيّتي كذلك أن أنقل إليكم تقريرا صحفيّا على غرار مراسلي الفضائيات عن أشياء خَفَتْ عنكم .
ما سأكتبه هو رؤيةٌ ورأيٌ أوحته تلك الحادثة إليّ .
أنا من المؤمنين بشدّة بجدوى الرياضة الجسديّ والعقليّ والأخلاقيّ كما هو منصوص عليه ومُنظّرٌ له ومُجازٌ له من أهل التخصّص وأصحاب الخبرة .
وأنا في نفس الوقت من اللاّعنين للرياضة ، ومن واضعيها في السجلّ الحاوي لحبائل إبليس التي يوظّفها للنزغ بين العباد ، كما أراها في واقعها ، وحقيقتها أثناء تحويلها من مبادئ ملائكية إلى سلوكٍ شيطاني لا يؤدّي إلاّ لأحلك السبل . ولستُ غافلا عن قليل فيها أُفلِح في جنيِ بعض الخير منه إلاّ أنّه خير كالقليل النافع في محيط الإثم الجامع .
ولنأخذ كرة القدم مثلاً .
الخير الوحيد المتبقّي في كرة القدم هو لقاء بين أصدقاء يجتمعون في ملعبٍ بد ساعات العمل يروّحون به عن أنفسهم ، ويستمتعون ساعة بلهوٍ مباح ومفيد ثمّ يتفرّقون تغمرهم السعادة حيث لا غالب ولا مغلوب اللهمّ إلاّ غلبة اصطلاحية لمن سجّل أهدافا أكثر ، وهو فوز معنويّ يتلاشى عند آخر ركلة للكرة . أمّا ما عدا ذلك فإنّ الشرّ يطلّ بقرنه عند أوّل خطوة ليستفحل أكثر فأكثر كلّما ارتفع مستوى اللعبة والقسم الذي يتمي إليه اللاّعبون ، إلى أن يصل إلى ذروته بين الأندية العالمية والأمم في كلّ مناسبة ومحفل . وأؤكّد لكم أنّي لو أردتُ تأليف مجلّد عن فضائح كرة القدم من كلّ صنف لفعلتُ وبدون أدنى تعبٍ ، إلاّ أنّ مقالي اليوم ليس من أجل ذلك .
كلامي دينيّ ربّانيّ بحتٌ .
يعلم الجميع أنّ عدم شكر النعم من أسباب زوالها أو تحوّلها إلى عذاب ونقمة ، والعكس صحيح بصريح النصّ القرآني . لكن عدم الشكر درجات ، والفرق شاسع بين من يضيّع واجب الشكر ضعفا وغلبة هوى وعجزا عن مقاومة النفس وبين متحدٍّ مجترئ مجاهر .
وكرة القدم لعبة لا نقاش في ذلك . إلاّ أنّها من منظور آخر ظاهرة مباحة ووسيلة بإمكانها جلب خير كثير . فهي نعمة وشكرها الممارسة السويّة المفيدة للمزاج والصحّة والعزائم بذرةُ كلّ عملٍ جديّ وعظيم .
ولقد تفاجأت خلال رمضان سنة 1430 هـ المبارك بظاهرة الحديث المكثّف والإستفسارات المتنوّعة عن إباحة الإفطار للاعبي كرة القدم المسلمين نهار رمضان . كنت كلّما فتحت صفحات الأنترنت تدمغني المواقع باستفتاءات تنبعث منها رائحة الجهل الكريهة بحرمة الشهر الفضيل وكأنّ السائلين ينشدون فتاوى لمعضلات تجاوزت قدراتهم ومعارفهم .
كانوا يسألون عن اللاّعب يشارك مع فريق بلاده القومي في الدورات القارّية والعالمية ، هل يُعتبَر في مهمّة جوهرية مصيرية ؟
واللاّعب المتعاقد مع ناديهِ من غير أن يكون في بنود عقده ما يحسم قضيّة صوم رمضان ، هل يصوم على حساب مردوديته وآدائه أم يفطر ويقضي ؟
والشاب يعقد النية على الصوم قبل حلول رمضان لكنّه يقرّر الإفطار أيّام المباريات لأنّ النصب الذي مسّه في غيرها أقنعه باستحالة التوفيق بين الصوم واللعب .
وآخر يشتكي من مدرّبه الغير مسلم في بلاد النصارى واليهود والملاحدة الذي يخيّره بين المشاركة مع الإفطار أو الصوم مع الحرمان .
وهلمّ جرّا ممّا يشبه ما ذكرته لكم ، ولعلّ الكثير منكم قد اطّلع عليه أو على أكثره .
أمرٌ يصيب بالصعق !
لكن ما يصعق أكثر هو فتاوى " العلماء " ، ويا لهم من " علماء " !!!
هُمْ رجال من أهل الإختصاص ، وينتمون إلى أعلى الهيئات الدينية في بلدانهم ، ومنهم من هم أعضاء في أكثر من رابطة وجمعية إسلامية .
لقد أفتى بعضهم علنا أنّ من ارتبط بعقد لعِبٍ مع نادي من النوادي فليس له التنصّل من عقده أو التقصير في جزء منه لأنّه يُعتبر مثل الأجير الملزم بأداء عمل معيّن الذي يتأثّر سلبا بالصوم ويُرخَّص له بالفطر .
وقال آخر ، يعدّونه من قادة الفكر الديني في الأمّة ، أنّ اللعب لا يبيح الإفطار ، لكن للاّعب ذلك إذا كان لعبه يلزمه السفر من باب إباحة الفطر للمسافر لا من باب اللعب .
وبين هؤلاء وأؤلئك نصطدم بالمتردّدين الذين لا يفيد كلامهم شيئا ، بل ينقض آخره أوّله .
والمحيّر المؤسف هي لهجة التساهل التي تصاغ بها الفتاوى والتصريحات سواء في ذلك نافيها ومُقِرّها وكأنّ من يفتي ويصرّح ليس رجلا أؤتُمِن على باب دين الله ، أو كأنّ ما يُفتَى في أمره ومسائله ليس ركنا حصينا من أركان الإسلام . لا تحسّ عند أغلبيتهم الساحقة بنبرة شدّة ، أو تسمع عبارة استهجان ، أو تريحك منهم ردّة فعل تعكس ألما وإحباطا وشكوى من هذا الزمن ومن سلوك جيله المهزوز المهزوم .
وكان لا بدّ للظاهرة أن تشقّ طريقها إلى مناقشات العامّة في مجالسهم ، وظهر من بينهم من تأثّر بمنطق بعض الفتاوى . إنّي أذكر جيّدا أنّي صرختُ في وجه صديق حميم - وأنا الذي لا أملك حتّى رقبتي - حين علّق عن استيائي ممّا يحصل ، قائلا : " ربّما تكون الكرة هي المورد الوحيد لرزق اللاّعب ، فلِمَ لا يفطر ؟ " . قلت له حينها : " أوَتعتبر اللهو مورد رزق ؟ أقسم بالله العليّ العظيم أنّك بقرارة نفسك تعلم أنّ كلامي حقٌّ ، وأنّ ما يحدث منكرا وجرما لا يرضي الله ولا رسوله صلّى الله عليه وسلّم " .
الحلال بيّن والحرام بيّن .
فالعمل الذي يبيح للقائم به الإفطار نهارَ رمضان هو كلّ عمل تُرجى من إنجازه قيمةٌ حيوية ضرورية لمجهود المسلم في سبيل إعمار الأرض ونشر دين الله تعالى . تلك القيمة تسري باتّجاهيْن وتثمر في كليهما . فالعامل الذي ينال أجره فردٌ يعول نفسه ومَن تعلّق به مِنْ أفرادٍ . وعمله الذي يعمله هو جزء مُكمِّلٌ لمنظومةٍ يستثمرها المعمول له ليعول بدوره ذويه ويُهيّئ مخرجا لغيره يمَكِّنُه من دفع عجلة مشروع آخر . وهكذا يستمرّ التعاون والتبادل والتكامل في تشابكه لينسج رداء المصلحة العامّة ، ويضمن سريان عوامل الإستمرارية .
فأين موقع كرة القدم من هذه الشبكة المطهّرة ؟ بل أين محلّ أيّ لعِبٍ أو لهوٍ من هذا ؟
لقد رأينا كرة القدم - يقيناً عيانيّاً - جهويّة ، وعنصرية ، وجهالة ، وانفعالا ، وغشّا ، ومؤامرات ، وشجارا ، ومشاحنة وشحناء ، ومقارعات قد تصل إلى التهلكة ، وخدشا للحياء ، وجرحا للكرامة كلاما وتصرّفا ، وتبذيرا ماديّا ومعنويّا . ثمّ في النهاية تضييعا لأركان الدين كتضييع الصلوات وعدم صوم شهر رمضان .
إسألْ نفسك السؤال التالي : ما الذي سيحدث لعائلة إذا حُرِم عائلها من العمل ؟
ثمّ اسأل نفسك : ما الذي سيحصل للدنيا إذا لم تَجْرِ مبارة في كرة القدم ؟
ولن أجيب .. لأنّ مجرّد الإجابة إهانة لأكرم الأمرين .
فلو عدنا قرنا - أو أكثر بقليل - من الزمان إلى الوراء لوجدنا أنّ كرة القدم الحديثة لم تكن شيئا مذكورا ، وأنّ مَن اخترعها إنّما فعل ذلك من أجل متعته وترفيهه انطلاقا من قناعاته . وقناعاته مهما كانت نبيلة لا بدّ لها قطعا أن تخضع للتمحيص إذا سالت بداخل أوانينا . فالإنكليزيّ - صاحب الفكرة - لا دين له ولا ملّة ، وحتى لو كان صاحب دين فلا وجود في دينه لصلاةٍ كصلاتنا ، ولا لصيام كصيامنا . فلا شكّ أنّ روح مفهومنا لِلُعبته يختلف عن مفهومه ما يجبرنا إمّا على تحويرها ، وهذا مستحيل لأنّها في تلك الحالة ستتحوّل إلى صنف آخر مختلف من اللعب ، وإمّا على أخذها حسب الطاقة والإمكان ، ولا أحد يجهل أنّ حدود طاقاتنا وإمكاننا هي حدود الشريعة الإسلامية . ولا ننكر أنّ في كرة القدم حكمة ، فالمؤمن إذن أحقّ بها حيث ما وجدها إن لم يتسبّب تبنّيها في تعطيل نصوص كتاب الله ، ومتون سنّة سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، أو التساهل المخلّ بمضمونها ومراميها .
لكن - للأسف - ذلك ما وقع ويستمرّ في الوقوع .
يقع التهاون في أمر الحقّ تعالى جرّاء خلوّ القلوب من حبّ الحقّ تعالى ، وكأنّنا نمنّ على مولانا ، أو كأنّ لسان حالنا يخاطبه خطابا إبليسيّا : " إعتبر نفسك محظوظا لأنّنا لا نزال نذكر رمضان " . لقد أصبح حال الدنيا هو المحدّد لعلاقة العبد بربّه لا العكس . ونسي المسلم أنّ حال الدنيا متغيّر حادث لا يصلح أن يُقاس ويُضبَط عليه الشوق إلى القديم الصمد ذي الإحسان . والواجب هو إقامة الدنيا في مجال إمكان إقامتها من فضاءات الأمر والنهي الإلهي ، ثمّ على قدر كسائي أمدّ رجلي ، كما قال الشاعر . إنّ الناس اليوم يظنّون أنّ الإرتفاع إلى مستوى معيشةٍ يرضونه ويغريهم ، وهو لا يزال بعيدا عنهم ، حقٌّ حتميّ مشروعٌ ، يعتبرون أنفسهم فقراء ما لم ينالوه ، ويرونه بعين القناعة الجازمة ضرورة تبيح كلّ محظور .
جريمة في حقّ الدين المقدّس شارك فيها الرعاع بجهلهم والحكّام باستهانتهم والعلماء بهذا وذاك وأشياء أخرى .
والفقر الحقيقيّ - حتى في الأحوال العادية - هو فقر القناعة لا فقر الجيوب من العملات أو فراغ الصناديق من الذهب . قال المعصوم سيّدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام :
«
لإن يحمل الرجل حبلا فيحتطب به ثم يجئ فيضعه في السوق فيبيعه ثم يستغني به فينفقه على نفسه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه
» . فإن كان كلّ هذا التنفير من سلوك يمسّ الكرامة الشخصية المُقامة على الأسس والتقاليد الإجتماعية العرفية والوضعية بين الإنسان والإنسان ، وهو أمر لا صلة له بالعقيدة الفردية ولا تأثير سلبيّ له عليها ، فما بالك بالتسوّل على أعتاب الشيطان ، ومدّ الأيادي إلى فتات الدنيا بإيعاز من النفس الشرهة التي لا تعرف ولا تعترف بحدود . ولقد نسي المسلمون - أو تناسوا - كلمة التضحية من أجل الحقّ والعقيدة ، لا أقول بعرض الدنيا الزائل ولكن بالأرواح وفلذات الأكباد . لقد سارع أهل الإخلاص والعشق الإلهي وتسابقوا إلى ميادين الردى ورأوْه ينبوعا للنعيم وطريقا إلى عالم الخلود ، ولم يتبادر إلى ذهن أحدهم مقدار وقيمة ما سيخلّفه وراءه لأنّ الحبّ الصادق كان يعبّء القلوب والإيمان كان يشحن المهج ويشحذ العزائم .
مَنْ هؤلاء الذين يقفون على منابر مساجدنا ، ويهتفون من أعلى مناراتها ، تنزف خطبهم رخاوة وتقهقرا وتردّدا ، يزوّدون النفوس بأشهى ما تنشده من وسائل ، ويعينونها على ما تبقّى من إيمان ، لولا خوف الله لقلتُ لا يتجاوز الحناجر والتراقي ؟
وكان لزاما أن ينتصر الله جلّ وعلا لدينه . وبما أنّه الغفور الحليم الرحيم المطلق فإنّه يلطف بعباده ولا يهلكهم قبل تنبيههم ، فيرسل الإنذار تلو الإنذار عسى أن يفيد وينفع .
إنّ ما حدث بين مصر والجزائر لَهُوَ إنذار من الواحد القهّار لنا جميعا بما يمكن أن يصيبنا به أضعافا مضاعفة ، وبوجه لا قِبَل لنا به ، حين ننسى قيمتنا ، ونتجاوز أوامره ونواهيه بالتهاون في تصريفها في ما أنزلت من أجله ، ويرضى علماؤنا - عبيد الطمع - أن يشتروا بآيات الله ثمنا قليلا .
قال القطب المكتوم شيخنا سيّدي أحمد التجاني رضي الله عنه :
وقوله سبحانه وتعالى :
الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ
،
وحَقُّ تلاوتِه هو العمل بما فيه ، ومَن أعرض عنه بعدم العمل فما تلاهُ حقَّ تلاوته . إنتهى كلامه رضي الله عنه من جواهر المعاني .
وقد كلّم بعض الناس الخليفة المعظّم الشيخ سيّدي حَـمَّـهْ ، حفيد الغوث سيّدي الحاج علي التماسيني رضي الله عنهما ، بأن يرفق بنفسه قليلا من حمل التعبّد المكثّف ، وكان فَعَلَ ذلك شفقة وبحسن نيّة ، فردّ عليه مؤدّبا وقال بنبرة جدّ ما بعدها جدّ : " أَلِلّعب خُلِقْتُ ؟ أَلِلّعب خُلِقْتُ ؟ أَلِلّعب خُلِقْتُ ؟ " ، ظلّ يردّدها حتّى يُعلم صاحبه بقيمة قوله ، وكأنّ ترديده رضي الله عنه عملية تزويد لتعليماته بطاقة دافعة لتخترق الأزمان وتصل إلى الأجيال المهدّدة بفراغ الأرواح وتفكّك أوصال العقيدة ، فتنقذ ما يمكن إنقاذه .
قال الإمام البوصيري رضي الله عنه مادحا خير خلق الله كلّهم ، سيّدنا ومولانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
ظلمتُ سُنّةَ مَن أحيا الظلام إلى أنِ اشتكتْ قدماه الضُرّ مِن وَرَمِ
أمّا بعد :
فهذه همسة نصح لمن أراد أن يتقبّلها في مصر والجزائر وفي كلّ العالم الإسلاميّ :
لنُطهِّر أنفسنا من خداع أنفسنا ، ونترك في تعاملنا مع الله كلّ الحيل ، ولَأَنْ نلتجئ إليه سبحانه وتعالى نرزح تحت أحمال أدراننا صادقي الإنكسار خير لنا من أن نواجهه بنفاق تزكية أنفسنا وزيف مثاليتنا . ثمّ بعد ذلك لنغتنم من الجدّ واللعب ما يفيد وينفع من دون إشفاق ولا وجلٍ . وكما قال الشاعر المصريّ الكبير علي الجارم رحمه الله ، مخاطبا الشباب :
زُمَرَ الشباب ولي ملامة ناصحٍ لو تسمعون نصيحة النصّاح
النفس تسأم إن تطاول جِدُّهـا فاكشِفْ سآمةَ جِدِّها بِمُبـاح
فأين المباح في كلّ ما حدث ؟
إنّه أمر يحيّر شهريار وشهرزاد قبل وبعد ما يطلع الصباح ! وكيف لا وقد تعالى بين الأشقّاء اللغط والصياح ، وتبادل بعضهم ما هو أقذع من النباح ، وخشينا في غمرة الجهل والجهل المضادّ على أنفسنا السلاح والإجتياح !
فبربّكم ، يا أهل النهى ، هل بذلك أُمِرَتْ أمّة " حيّ على الصلاة .. حيّ على الفلاح " ؟
يا عليماً بالألطاف ، نجّنا ممّا نخاف .
واللهم اهدنا جميعا إلى ما يرضيك من قول وعمل وحال . آآآمييين .