نفحات77 - مقابلات - حوار أجرتْه الباحثة مليكة قديم
الرّئيسيـة > مقابـلات > الباحثـة بجامعة اللوريـن بفرنسـا، السيّدة مليكـة قديـم تحـاور مولانـا الشيـخ سيّـدي محمـد العيـد


أيّتها السيدات والآنسات، أيّها السادة: مساء الخير لنا الشرف العظيم، اليوم، أن نستقبل أحد عظماء حكماء الإسلام، الشيخ محمد العيد التجاني التماسيني. بعد 66 عاما من ولادتكم، أنتم، منذ أكثر من 21 سنة، الشيخ الروحي للطريقة التجانية التي يفوق عدد مريديها عشرات الآلاف في العالم الإسلامي، وكذلك في الغرب.

المنشّطة: دكتور محمد العيد، من فضلكم، هل من الممكن أن تفسروا لنا، حسب رؤيتكم الخاصة، ومنذ أن أصبحتم على رأس الزاوية التجانية، ما الذي تهيّؤونه للشباب؟.

سيّدنا الخليفة: نُصِّبتُ، العام 2000، على رأس هذه الزاوية في تماسين، بعد وفاة والدي رحمه الله، باختيار المريدين في المنطقة، وأغلبية أعضاء الأسرة التجانية، كي نعمل معا لإتمام المشروع الذي بدأه، ونحمله إلى منتهاه. وإنّ أهمّ جانب فيه سيقع على كاهل الشباب لأنّهم هُم حاملو مكوّنات المستقبل في هذه الزاوية. وأوّل عمل واجب اليوم، هو تجميعهم وتوجيههم على طريق أسلافهم وأسلافنا، وما ورثناه عنهم من المحبة والطيبة والإسلام السمح، ثم تطويره.
ما الذي أعنيه بالإسلام السمح؟
إنّنا نجد في كلّ الرسالات الإلهية وكلّ الأديان كلمة " الإسلام " بمعنى النجاة، ونحن بذلك نلتقي مع كلّ الإنسانية لنعمل معًا على لمّ الشمل في كنف النجاة والسلم والطيبة لأنّها هي الحاملة للرسائل.

المنشّطة: إذن، فأنتم تحملون نظرة عالمية يا دكتور، فهل هذا ممكن للزاوية التجانية في تماسين؟ ألا يعرقل كونها زاوية في الصحراء الجزائرية تلك النظرة؟ وهل هذه النظرة تمثل استراتيجية على المدى البعيد أو المتوسط؟ أترون بأنه من السهل التفكير والتطلّع إلى العالمية بهذه الطريقة بواسطة الزاوية؟ وأذكّر مشاهديّ الأعزاء، بأننا أمام دكتور في الفيزياء، ولذلك، هل هذه النظرة، وفق منطقكم الرياضي والفيزيائي، في متناول وسائلكم المادية والروحية لهذه الزاوية؟

سيّدنا الخليفة: إنّ رسالة هذه الزاوية، التي تمثّل الطريقة التجانية، وهي طريقة صوفية في الإسلام، أيّ في السلام. ولأنّ أيّ رسالة يُراد لها القبول يجب أن تتمتّع بصفة العالمية، فمنطق الأشياء، إذن، يوجب ضبط المعايير لكلّ مستويات المجهودات ولكلّ القيم الخاضعة للقانون الإلهي الذي هو القانون العالمي. الروحانيات أيضا ليست بدعا من هذا النمط من التفكير، ويجب أن تتبناه كي تصل رسالتها. وبما أننا نتحدّث عن السلام، سأبدأ بالقول أنّ أيّ تجانيّ يملك علاقات ممتازة وجدّ متينة مع التجانيّ الآخر. ثم مع الطرق الصوفية الأخرى لأنّ لهم نفس الهدف، وهو القرب من سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم. إذن، فالجسر موجود ويجب استغلاله. هذا كلّه في الإسلام. ومع المسلمين الآخرين، لأنهم، ولو لم يكونوا ينتمون إلى هذه الطرق، لكن تجمعنا الشهادتان، ولا تفرّق بيننا أبدا، ويجب علينا احترامها لأنّها هي القانون الإسلامي الأساسي. أيضا، يمكن توسيع الدائرة لأديان أخرى لأن مصدرها من الله خالقنا، كالمسيحية واليهودية. هؤلاء أيضا لهم رسالتهم عبر رسلٍ ونصوصٍ ثابتةٍ معلومةٍ، ومصدرها هو نفس مصدر القرآن. فلدينا، إذن، علاقة طيبة معهم، والتي يجب الحفاظ عليها وإحياوها دائما. ويمكن التوسّع أكثر أيضا لغير المؤمنين والملاحدة، لأنهم بشر، ومعهم نتشارك الأرض والهواء والماء. نحن مجبرون، كلٌّ من ناحيته، لخلق وسائل للتواصل كي نستطيع العيش على هذه الأرض. ومن الأحسن أن يكون ذلك في كنف السلام، وآمل أن نصل إلى ذلك في يوم مّا. الرسالة الأهم هي العمل من أجل تحقيق السلم والطيبة والحب.

المنشّطة: هذا الوصف والتحليل والتفسير الذي قدمتموه لنا عن الإسلام، وبطريقة مبهرة، والذي قد يتلقّاه البعض بإيجابية، لكن، وكما تعلمون، فإنّ العقيدة الإسلامية ليس مسموحا بها خارج حدود المسلمين. لماذا، حسب رأيكم، هذا الجحود والرفض للإسلام؟

سيّدنا الخليفة: سيدنا الخليفة: في قناعتي العميقة، من خلال هذا السؤال الذي طرحتِهِ، لا أعتقد بوجود جحود تام للإسلام، لأنني أرى أن كل أمر يراد له التطوّر يجب أن يمرّ، في أغلب الأحيان، عبر نظام " ثنائي " كالمعروف في الرياضيات والقائم على (0 و 1 ) والذي بواسطته يمكن إنشاء نظام معلوماتي ...

المنشّطة (مقاطعة): لكننا لسنا مختصين في الرياضيات، يا دكتور.

سيّدنا الخليفة: يوجد تفسير آخر. إنّ كلّ إنسان يقف على رِجْليْن. فإذا أراد أن يتقدّم توجّب عليه أن يمشي، أيّ يضع رجْلا ويرفع الأخرى. فحين تكون الرجلان معا على الأرض، فهو في وضعية مستقرّة، لكن ما أنْ يرفع رِجْلا فسيختلّ استقراره وسيكون مجبرا على استعادته بتحريك رجله الأخرى. هذه الحركة المتكررة هي التقدّم والمضيّ إلى الأمام، ومن هنا يبدأ البحث. فما يقع بين الإسلام وغيره هو شكل من المواجهة الثنائية بين القيم، ومن خلالها تتقدّم الإنسانية. هنا نرى أن غير المسلمين قد أصبحوا جزءاً من الإسلام نفسه.

المنشّطة: حسب رأيكم، ما هي الشخصية الدينية؟

سيّدنا الخليفة: الشخصية الدينية هي لافتة دالّة على وجهة يبحث عنها الجميع. عند التنقل بالسيارة أو الباخرة، إن لم يكن لدينا وجهة محدّدة فلن نصل إلى أي مكان. فإذا اتّخذنا شخصية أو هدف أو فكرة نريد أن نبلغها، فإنّ هذه الوجهة هي المستهدفة، وهي، في الإسلام، القطب الهادي للناس ليصلوا إلى الحقيقة.

المنشّطة: دكتور، كما هو معلوم فإن الإسلام يحرّم الصورة، ووفقا لبعض الأقوال فإن ذلك مؤكّد، بالنسبة لكم، وحسب مقاربتكم، هذه الصورة التي تحمل المصداقية، وتمدّنا بالحقيقة، كيف يمكن تحريمها وتحريم تأثيرها؟ هل أنتم مع تحريمها أم على العكس مع إثباتها وتثمينها، خاصة في الزمن الذي نعيشه والذي هو زمن الصورة؟

سيّدنا الخليفة: حاليا، كل الرمزيات تحملها الصورة. هناك التلفزيون، والصور الفوتوغرافية، والمجلات، والإنسان متعلّق بهذه الصور بحثا عن معلومات محاولة منه لفهم بعض الآليات . لكن في الواقع، إنّ الصورة السيئة عن الإسلام تجاه بلدان الشرق يتحمّلها الغرب ، لأنّها صورة خيالية يتمثّلونها، محاولة منهم لتحصين أنفسهم من الإسلام.
الإسلام في حد ذاته، وُجِد منذ أن خلق الله الإنسان. منذ سيّدنا إبراهم، ومرورا بجميع الأنبياء، أنزل الله الرسالات من أجل تربية هذا الإنسان الجاهل بما تحمله من نصوص مختلفة، وكان كلّ نبيء ينتمي إلى مجموعة معيّنة ذات ثقافة ولسان خاص. ثم مرورا بسيدنا موسى مع اليهود، والمسيح مع النصارى، وانتهاء بالإسلام. وبما أنّ الأمر يتعلّق بنفس الفكرة ونفس المنبع، فإنّ كل قسمٍ من هذه الأقسام الثلاثة الموجودة حتى أيامنا هذه، فإنها كلها تبحث عن تموقع يناسبها على هذا الكوكب. في الحقيقة، فإن موسى يمثل الإسلام في زمنه، وكلمته المفتاحية هي "شالوم" أي "سلام". حين تقابل أحدا تقول له "شالوم". في المسيحية نفس الشيء، هو إسلام، لكنه تابع للمسيح ومرتبط بالتحية salut، وتستقبل بها. ثم الإسلام المعروف اليوم، وهو إسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والمرتبط بالسلام والحب، وهو امتداد لرسالة الله، والذي صار إسلاما عالميا، مرتبطا بكلّ الكون وبالإنسانية بأكملها، والرسالة الأساسية فيه هي القرآن، وتلاحظين جيّدا، فإنّ القرآن، ومنذ 14 قرنا وإلى يومنا هذا، بقي محفوظا، وعلى العكس، فإن في تاريخ الأديان نجد أنّ في المسيحية مجموعة من الكتب. إنّ كون الإسلام والقرآن هو آخر الكتب المحفوظة يؤكّد لنا أنه أبديّ، وأنّ غير المسلمين يحاربون هذه الفكرة، وما داموا يحاربونها فذلك يعني أنهم يؤمنون بها لأنّها موجودة. إنّ كل معسكر يريد أن يعلن عن وضعيته، وأن يحتفظ بمساحة في المجتمع ليثبت انتماءه. إذن، إن كان هناك من يأتي لملاقاتك ومواجهتك، فإنّ ذلك يعني تبريرا لوضعيتك. عملية المشي، وهو مثال أحب كثيرا استعماله، لو لم يكن هناك الاحتكاك بالأرض، فلن يكون بمقدرتنا المشي. لو وضعنا زيتا كثيرا على الأرض فسنتزحلق ونبقى نراوح مكاننا، ولا نتحرّك. إذن، كلّما كانت هناك مقاومة أكثر فإنّ العالم يتقدّم أكثر. والسيارة أيضا، تتشبّث بواسطة عجلاتها على الطريق المعبّد، وكلّما كان صلبا أكثر فإنّها تتقدّم أحسن مما لو كانت تسير على الرمال أو الثلوج لأنّها رخوة. لذلك، فإنّ المتوقّع هو أنّ الإسلام، دين سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، هو الذي سيتقدّم.

المنشّطة: لو قلت لكم التجمّع هو أيضا التشابه. ما الذي يعنيه ذلك لديكم؟

سيّدنا الخليفة: ذلك يعني لي الكثير، لأننا من شدّة اختلافاتنا فنحن محكوم علينا بالعيش معا. إنّ أروع ما في الأمر هو التنوّع. على هذه اللوحة على الطاولة، أمامي، توجد أشكال عديدة وبألوان كثيرة، وهو ما يعطيها الجمال الذي نلمسه فيها. لو كنّا جميعا على نفس الصورة كالمستنسَخين سيكون ذلك سيّئا، وكلنا نعلم أن اللحم المستنسخ مسبب للسرطان. من الأحسن قبول التنوّع للعيش في الأفضل. لسنا متاساويين، ولذلك لا بدّ من تقبّل الآخر مهما كانت قيمة ذلك الآخر، من الأصغر إلى الأكبر، ومن المتعلّم إلى الجاهل، ومن مالك الأموال الكثيرة إلى من هو أقل منه، لكلّ واحد موقع في هذا المجتمع، وكلّ واحد يعطي أحسن ما لديه لهذا المجتمع. نحن مدعوّون لإعطاء صورة جميلة للتعايش.

المنشّطة: لو قلت لكم، دكتور، " الوطنية "، ماذا يعني لكم أن تكون وطنيّا؟

سيّدنا الخليفة: العالمية أمرٌ واسع جدّا، ولكي نستطيع العيش في هذا العالم يجب إنشاء مجموعات كثيرة تعمل بانسجام بينها، وما يجب فعله داخل أيّ مجموعة هو ترقية الانتماء إليها وصيانتها والمحافظة عليها. وفي هذا السياق، يجب أن تتحدّد حياة كل واحد منّا بالنسبة للجماعة. هذا ما يُسمّى "الوطنية". فأنا جزائري، أو مغاربي، أو حتى عربي، فإنّ لنا جميعا قيما مشتركة ويجب علينا تطويرها وتطبيقها لأنّها الوسيلة للمحافظة على الهويّة في كنف المحبة والطيبة. وينطبق هذا كلّه على جميع المجموعات في علاقاتها بينها.

المنشّطة: عودة إلى الطريقة التجانية، وعلى الأخص طريقة تماسين، لماذا اختارت هذه الطريقة الرائعة المجتمع الصحراوي؟

سيّدنا الخليفة: معذرة، لكني سأصلح لك خطأ هنا، فليست الطريقة التجانية في تماسين، وإنما الطريقة التجانية مطلقا، لأنّ التجاني في تماسين أو في عين ماضي أو في الجزائر أو في دكار أو في بانكوك، هو نفس التجاني. قد تكون بينهم اختلافات في الثقافة واللغة، لكنهم جميعا يفكرون ويَحْيَوْن بنفس الطريقة وكأنّهم شخص واحد. الأمر كشعيرة الحج، حيث يلتقي في نفس الفترة كثير من الناس لكن لكل واحد انتماؤه. وكذلك التجانيون، يجتمعون كلهم يوم الجمعة للذكر، وانتماؤهم هي السبحة، يتعارفون ويقبلون على بعضهم البعض على الفور، دون أي صعوبة، على أقلّ تقدير مدّة الذكر، ومدّة الحج. من هذا المنطلق ينشأ تكامل شامل، وهو ما يجب العمل عليه مع الإنسان. يجب إبداء حُسْن النية إن أردنا أن نتقدّم، وأن نعمل، وأن نتكافل. هنا أنا أربط العمل بالتكافل. الأمر يشبه البيت. أي أحد يمكنه اقتحامه وسرقته. لكن، إن كان في البيت أسرة سويّة، فليس بمستطاع أحد دخوله بدون إِذْنٍ فضلا عن أخذ شيء منه. هذا الإذْنُ يمكن إسقاطه على الآخر إنْ أردنا إنشاء جسورٍ معه.

المنشّطة: هل من الممكن أن نبدع ونغيّر بواسطة الطريقة التجانية؟

سيّدنا الخليفة: يشقّ عليّ تأويل كلمة "نغيّر" لأنّ التغيير صعب نوعا مّا. بحكم اختلافاتنا، فإنّ مجرّد الإتصال المتبادل يعتبر تغييرا. لكن، هل يتمّ التغيير داخل الوحدة أم خارجها؟ أمّا في الداخل فلن نحرّك شيئا ما دام انتماؤنا المتبادل يضمن لنا البقاء. أمّا التغيير من نقطة إلى أخرى أو الانتقال من حركة إلى حركة أخرى، فهو خَلْق نسخةٍ وتأويلٍ آخر لكلّ شيء، وهو ما سينعكس على النفسية والقيم. فإن كان تغييرا في إطار الإسلام، فسيكون تحت راية الشهادتيْن نحو الاحترام، وإلاّ فسيتحتّم إيجاد صيغة من العلاقة الإنسانية مع الآخر.

المنشّطة: شيخنا عالي القدر، لو قلت لكم، "حِبَّ صديقك وحبّ عدوّك "، كيف يمكنكم تأويل هذا الاعتقاد؟

سيّدنا الخليفة: أيّ عدوّ؟ إنّه صديقي، فلماذا يعتبر نفسه عدوّا؟ هو فقط، وبكلّ بساطة، يملك رؤية مختلفة عن رؤيتي، لكن يوجد بيننا تشابه على الدوام، إمّا ملموس، بصفتنا بشر، باستثناء اللون أو غيره، أو تشابه معنوي. إن الاختلافات في الرؤى هي من أجل الإعلان عن الوجود، ونوع من الصراع على المواقع. الإختلاف في حدّ ذاته يجب أن يكون موجودا، فإنْ غاب فذلك مؤشّر على أنّ هناك خلل. فحين أنظر إليكِ، سأجد أنّ وضعية عينيْك لا تتشابهان أبدا، لأنه لا بد من وجود اختلاف في وضعية عينٍ بالنسبة للأخرى. ومن هذا الإختلاف تأتي الدقّة. فلو كانت وضعيتا العينيْن متشابهتيْن، فإنّنا حين نرى إنسانا فسنرى صورة مسطّحة مفرطة في التمدد أو مفرطة في القِصَر، لكن بفضل ذلك الاختلاف بين العيْنيْن سيتمّ التقاطع وخلْق التنوّع في صورة ذلك الإنسان، فيمكننا رؤيته كما هو مع وضوح في حدود شكله وما فيه من تناغم. هذه ظاهرة طبيعية. نحن محكوم علينا بالتعارف بواسطة الاختلاف لأنّ التحديد لا يتمّ إلا بتلك النسبية بين الأشخاص أو بين الأشياء.

المنشّطة: ما رأيكم في النزاعات عبر العالم، وهذه الفوضى، وهذه الحالة الوبائية؟ ما الذي يحدث لأرضنا؟

سيّدنا الخليفة: في رأيي المتواضع، إنّ الأرض تعاني من تغييرات كثيرة تسبب فيها الإنسان، كالتغيير المناخي، وهذا له أثر تلقائي على التربة والموارد. لكنّنا نلاحظ أنّ هذه الأرض تبحث عن توازن جديد يتمثّل في رؤية جديدة في تشارك النظام الدولي، الموضوع من قِبَل الإنسان وهو الذي يحاول إعادة التوازن له. كلّما حدثت اختلافات فسيقع تداخل تنجرّ عنه حروب وغليان. وبصفتي رجل علم، فأنا ألجأ لتوضيح ذلك أكثر وبطريقة أسهل، إلى الأمثلة المناسبة. ومنها مثال المقبس الكهربائي حيث يوجد فرق كمون بـ220 فولت. لو قرّبنا طرفيّ السلكيْن سيحدث انفجار وتتولّد شرارة ونار يمكنها الانتشار في كلّ الغرفة، أيّ سيكون هناك حريق. ولكي نتجنّب ذلك، ونستغلّ الحادث بشكل نافع، نثبّت مصباحا بين القطبيْن، فينتج النور لكلا الجانبيْن، وسيلتقي الجميع على صعيد سواء. هذا النور المشعّ من الاختلافات هو ما يجب البحث عنه في هذا العالم لأنّ فيه التوازن والطيبة.

المنشّطة: كلّ من عرف شيخنا محمد العيد لمس فيه توخّيه واهتمامه بالبيئة، لماذا هذا الشغف بالمحافظة على الأرض والمحيط؟

سيّدنا الخليفة: التفسير الوحيد المنطقي هو أنّي في تماسين، أي أنّي في الصحراء. هذه تمثّل واحة بالنسبة لرحابة الأرض. إنّها بمثابة قطرة ماء في صحراء شاسعة. ومن يقول ماء يقول الحياة. إنّ أسلافنا أقاموا حضارة حول هذه القطرة من الماء. فلو نلوّثها كما لوّثنا الأرض، فذلك يعني اندراس تلك الواحة. فإن كان الماء هو الحياة، فإنّ التطوّر في الاكتشافات التقنية والكيميائية والفيزيائية هي وسائل أدخلت التحسّن على الحياة، لكنّها تسببت في اختلال على الأرض، ونحن نرى اليوم ماء هذه الواحة قد أصابه التلوث. والسؤال هو: كيف السبيل إلى استعادة التوازن إلى هذه الواحة؟ الحل هو معالجة المياه الملوّثة، وهذا يتطلّب أموالا وعملا، وكلّما تضاعف العمل تضاعف الإنفاق، وقد يكون ذلك عائقا. يجب علينا، في هذه الحالة، إيجاد حلول سهلة من نفس جنس الحلول البشرية والكونية التي كانت نواة التوازن الأصلي للأرض.
لقد فكّرنا كثيرا، وتوصّلنا إلى صياغة عيّنةٍ للحلّ، وهو استغلال الطبيعة لصالح الطبيعة. أنا مطّلع على ما حدث في منطقة تماسين. إنّ ممّا فرضه علينا التطوّر، إدخال الماء إلى البيوت بواسطة الصنابير، لكننا كنّا جميعا فلاحين وبحكم معرفتنا بطبيعة الأرض، أدركنا أنّ توفّر الماء في المساكن أدّى إلى الإفراط في الاستعمال، فامتصّتْه الجدران وألحقت بها التلف والانهيار.
ثم فكّرنا، في مرحلة ثانية، في توجيه الماء المستعمل خارج البيوت بواسطة قنوات الصرف الصحي، وتجميعه في مجرى يُسمّى قناة وادي ريغ. فما الذي فعلناه؟ لقد أضفنا إليها الحطام الصلب، ومادّة النترات، لكن، وبما أننا في الصحراء، فإنّ من الْتقاء النترات والماء والشمس، تمكّنت الأعشاب الضارة من النموّ والانتشار السريع، وتسببتْ في انسداد شبكة تصريف الماء، وحدث الاختلال، وانتشرت الأمراض في القناة ونتج عنها نفوق الأسماك، وغزت الأعشاب الضارة بساتين النخيل، وصار الفلاح ينفق كلّ وقته في محاربة الآفة لينقذ مزروعاته من الخضروات التي كانت آيلة للزوال.
كان لا بدّ من وسيلة إيكولوجية. كان علينا، أوّلا، ترشيد استعمال الماء بتربية الفرد على أخْذِ ما يلزمه منه وترْكِ الباقي في الطبيعة لأننا في قلب الصحراء والماء فيها مادّة نادرة يجب المحافظة عليها من أجل المحافظة على الزراعة التي بها حياة الإنسان. وتوصّلنا إلى نظام إعادة تدوير الماء المستعمل بعَكْسِ الظاهرة وتصفيتها بوسائل إيكولوجية، مستعملين الأشجار والطيور، لنستردّ في نهاية المطاف ماء جديدا صافيا، يمكن استعماله لسقي الزرع والمحافظة على النظام البيئي في نفس الوقت، وهي الصحراء وبصفة أخص الواحة.
لو لم نجد حلاّ بما هو متوفر بين أيدينا فقد كنّا سنضطر لاستيراده، أي شراؤه وتدعيمه، وهو ما كان سيتعدّى متناول المنطقة.

المنشّطة: دكتور محمد العيد، لو طلبت منكم أن تختاروا بين النخلة والزيتونة، بماذا ستجيبون؟

سيّدنا الخليفة: لقد أمرنا سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم في حديثه بإكرام عمّتنا النخلة. فالنخلة، إذن، هي حياة المنطقة وحياة الزراعة فيها. بفضل النخلة نملك كلّ شيء في حياتنا، الثمر، الجريد، الوقود لإشعال النار، والزراعة في محيطها، وإستعمال جذوعها أعمدة، وهي الأفضل لمقاومة الحرارة وشحّ المياه، وهي الأقرب إلى الإنسان. ولذلك يجب علينا العمل على تدليلها والمحافظة عليها كي يتسنّى لنا المحافظة على أنفسنا.
أمّا الزيتونة، فقد أقحمناها عندنا، لكنّها ليست من ضمن ثقافة زراعتنا لأنّها شجرة تابعة لأهالي المناطق الجبلية. قبل عدّة سنوات، قمنا بزراعة أعداد من أشجار الزيتون، ولم تكن النتيجة سيّئة، فلقد أنتجنا هذا العام 100 لتر من زيت الزيتون. وهذا فعلا جديد.

المنشّطة: نعم، لقد شاهدت، وكنت منبهرة للغاية عند رؤية أشجار الزيتون في مدينة تماسين، وقد أعطى ذلك مفهوما جديدا، واخضرارا آخر. في تماسين، كان لا بد من رفع الرأس إلى أعلى لرؤية الإخضرار، لكن، وبفضل مبادرتكم، أصبح الإخضرار على المستوى الأفقي للنظر، ونشكركم على ما حقّقتم، بطريقة إيكولوجية، لمدينتنا تماسين.
دكتور محمد العيد، بودّي لو تذكروا لي الرجل الذي أثّر فيكم من بين الرجال الذين سبقوكم قبل أن تكونوا على رأس الطريقة؟

سيّدنا الخليفة: في الحقيقة، هو الشيخ سيدي أحمد التجاني، مؤسّس هذه الطريقة. الطريقة هي طريق، وهو بهذا يكون صنع لنا طريقا، وسهّل علينا حياتنا على هذه الأرض لأنّها طريق تقوّي المنهاج المحمّدي وطريق سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وبها نكون أقرب إلى الإسلام. هذا هو الرجل الأول ومن له النصيب الأكبر.
لكن هناك رجالا آخرين كُثْر، ويمكنني ذِكْر اثنيْن منهم على أقل تقدير.
أذكر سيدي الحاج علي التماسيني، مؤسّس مدينة تماسين، وهو رجل منقطع النظير، وسأسرد على مسمعك أمثلة عنه. قبل 260 سنة، في وقته، ترك لأبنائه وللطريقة التجانية وللزاوية أكثر من إثنيْ عشرة ألف نخلة (12000)، وكان هو مساهما في زرعها أو بمعيّة غيره من الفلاحين. لقد صنع منظومة حياة في هذه المنطقة. كان يعطي الفلاح النخلة والأرض والماء، ويتقاسم معه نصف محصول البساتين. فإن قرّر الفلاح المغادرة وبيْع حصّته، فإنّ سيدي الحاج علي التماسيني هو من يشتري تلك الحصة. كل هذا لأجل الحفاظ على حيوية الإنسان وعمل المجتمع.
وهو أيضا الرجل الذي أثبت أنّ بإمكان النخلة النمو في الأرض الملحية. ما هو معلوم هو أنّ الزراعة مرتبطة بالأرض الطبيعية وبالماء قليل الغلظة، لكن هو، ولمدّة سنتيْن، أخفى على أهل تماسين ما قام به من تجارب على بساتين النخيل في منطقة التوارڤ، وهي منطقة تابعة لتماسين. لقد زرع النخيل في مكان شديد الملوحة قريب من هنا يُسمّى "تملاّحت"، وتعني منجم ملح. وعندما نبت النخيل، دعا جميع الفلاحين لإطلاعهم على ما فعل.
في الصحراء، توجد مدينة كبيرة إسمها توزر في الجنوب التونسي، لدينا فيها أملاك، لأنّه لم تكن هناك حدود في ذلك الوقت، وكان هو أوّل من أدخل النخلة إلى الجنوب التونسي، والتي تُعدّ قيمة ثابتة في الاقتصاد الوطني.
وهو من ترك لنا مقولة لا تزال إلى يومنا هذا صحيحة: " عليكم باللويحة والمسيحة والسبيحة حتى تخرج الرويحة ". اللويحة تعني كتابة وحفظ القرآن لأنّ المعروف وقتذاك هي العلوم القرآنية، والمسيحة هي الوسيلة التي نحرث بها الأرض، والسبيحة تعني الروحانيات. وقد ترجمنا المقولة في أيامنا هذه إلى " 3ع ". اللويحة تعني العلم، والمسيحة تعني "ع" العمل، ثمّ السبيحة وتعني الروحانيات أو العبادة، فنحن نعترف أننا عباد الله. إذن، فهي ثلاثية تتألّف من " علم - عمل – عبادة "، وهو ما نجده في كلّ مكان في حياة البشر. نحن في عمر الطفولة نتوجّه إلى المدرسة، وفي منتصف العمر لا بد للإنسان من العمل لتلبية حاجياته وحاجيات مجموعته، وفي النهاية الروحانيات والتي هي ثمرة عملِ حياةٍ بأكملها، نعلم حينها أحسن، ونتحكّم في آليات الحياة بصفة أفضل، بل نتحكّم بصفة أفضل في الحياة نفسها على اختلاف أشكالها كي نورّثها للأجيال القادمة. إذن في الطفولة نرتاد المدرسة، ثمّ نعمل، ثمّ نربّي، وما بعد التربية هو الموت، لأنّ للإنسان، ككلّ شيء، بداية ونهاية، والنهاية ما هي إلا خطوة من حالة إلى حالة أخرى. الأمر يشبه الزهرة، نزرع بذرة فتكون كاملة الجمال في طور شبابها، وتُجمِّلُ، وتمنح السعادة، لكنّها في النهاية تذوي، وتحمل بذورا تنتشر في المحيط، وتتخلّق منها زهور أخرى، وهكذا في ديمومة للظاهرة.
إلى حدّ الساعة، عزمنا ثابت على تطبيق هذه الثلاثية وفهمها وترسيخها في عقول شبابنا.
سيدي الحاج علي رجل عظيم، وكان المساعد الأوّل للشيخ سيدي أحمد التجاني، وانتقلت الطريقة التجانية إليه من الشيخ سيدي أحمد أثناء حياته وبحضور شهود في ذلك الوقت، حيث أمره الشيخ بقيادتها بصفته شيْخًا. إذن، فإنّ المؤسس هو من أمر الجميع بالاعتراف بأنّ سيدي الحاج علي التماسيني هو أوّل خلفائه.

المنشّطة ( متدخّلة بأدب ): وأمام شهود؟

سيّدنا الخليفة (مؤكّدا): أمام شهود. وتقول الاحصائيات، وأنا لا أثق كثيرا في الاحصائيات لأنّ نتائجها تتراوح بين الصحة والخطأ ويستعملها الكثير كيفما اتّفق، أن 80% من التجانيين ينتمون إلى سند سيدي الحاج علي التماسيني.
أمّا الرجل الثالث، وقد عاصرتُه، فهو جدّي لأمّي، الشيخ أحمد التجاني (1) ، وكان على رأس هذه الزاوية لمدّة 50 سنة. كان رجلا ذا صيتٍ عالميّ، ومعروف بقيمته الشخصية سواء على الصعيد الروحي أو الإنساني، بصفته مجاهدا أو ما كلّ تشائين. لمدّة 50 سنة، كان معترفا به من أقصى غرب المملكة المغربية إلى أقصى العربية السعودية، مرورا بمصر وليبيا وتونس، إلى آخره، حيث كان دائما يتمتّع بعلاقات جدّ جيّدة ومقرّبة مع مختلف زعماء هذا العالم.

المنشّطة (متدخّلة): كانت له استراتيجية؟

سيّدنا الخليفة (مؤكّدا): كانت له استراتيجية. كان هو من حال دون تقسيم الجزائر، وهو الذي طلب من ديڤول، وقد لا يكون هذا منشورا، بأن يُسرّع عملية المفاوضات واستقلال الجزائر. لقد عاش قبل الثورة، وأثناءها، وعاش بعدها أيضا. لقد تعلّمنا منه الكثير، وهو من زرع فينا أفكاره التعليمية. لقد كان الشيخ، دون منازع، لجميع الطرق الصوفية في المغرب العربي .. دون منازع .. كان الشيخ المطلق. لكنه لم يعمل يوما لحسابه الخاص، وإنما عمل من أجل الإنسانية، ولكلّ الناس، وللإسلام، بالرغم من الاختلافات. لقد عرفناه منذ نعومة أظافرنا ورأينا تأثيراته وما فعل.

المنشّطة: دكتور محمد العيد، لقد حدّثتمونا عن وجود ثلاثة رجال في حياتكم أثّروا فيكم، والمرأة؟ ما هي مكانتها عندكم؟ هل هي موجودة؟

سيّدنا الخليفة: طبعا، فأنت إمرأة ..

المنشّطة (معقبة): شكرا.

سيّدنا الخليفة: المرأة هي الأنثى والشق المكمّل للرجل أي الذكر. يعني أنّها لا يمكن أن تكون مستقلة بذاتها، ولا الرجل أيضا. وبصفتها أنثى، فهي الطِّيبَةُ، وهي المُنجِبَة، وهي كالشمس - والشمس مؤنث – تنشر الدفء على الأرض. ولعلمك، فإنّه لا يوجد "جمْعٌ" لاسم المرأة في اللغة العربية، كما هو في اللغة الفرنسية. في العربية هناك المرأة والنساء، وهذا لإظهار تفرّد المرأة. فلذلك يجب الانتباه لها واعتبارها، لأنها الأمّ والزوجة والحفيدة والجدّة. إنّ تربية المجموعة المسمّاة " عائلة " تتمّ من خلال المرأة وبواسطتها تستمرّ. هي التي تحمي ثقافة المجموعة كلّها.

المنشّطة: وهل هي حاضرة في نشاطات الزاوية؟

سيّدنا الخليفة: المرأة حاضرة بقوّة في قلب الطريقة التجانية، لأنّها، أوّلا، سند للرجل، وهي المسؤولة عن استمرارية تقاليد المنظومة. فهي المربيّة، والمعلّمة، والمكوّنة، ولها دور مهمّ جدّا في الطريقة التجانية. هناك نساء مقدّمات، ومسيّرات، وعبر المرأة تتمّ تربية النساء الأخريات. وكما ذكرتُ، فإنّ بين المرأة والرجل تكامل، ولا يمكن معرفة من هو أعظم من الآخر. وبالرغم من نشوء أمثال حول المرأة، وقد قيل أن وراء كل رجل عظيم إمرأة، لكن، في الواقع، فإنّ هذا ليس الصواب، لأنّه لو لم يكن الرجل فلن تكون هناك إمرأة كذلك. يجب تقييم الأمر في إطار رؤيةٍ أشمل، وهو أنّ في مفهوم التكامل بين الرجل والمرأة، فهي التي تقود وتشرف على ظواهر حركية التقدم والتطوّر. وليس ببعيد، كانت " لالّه باكّه مبازين "، سيّدة كبيرة، وهي جدّتي، و" مبازين " يعني " الكسكس "، والتي كانت أُمًّا للجميع. الكلّ كانوا يعملون في شتى المجالات، كبساتين النخل، وفي المساء يمرّ الجميع على بيت لاله باكّه لأخذ حصتهم من الكسكس.

المنشّطة (بإكبار): ولا تنسى أحدا؟

سيّدنا الخليفة: لا تنسى أحدا. هي التي تطعم، ليس فحسب العائلة، ولكن أيضا كل المعارف (العبارة الأخيرة لم تكن واضحة، فأوّلتها حسب مقدرتي).
وقبل أسبوعين أو أقل، ربما أسبوع واحد أو عشرة أيام على أقصى تقدير، فارقتنا إمرأة عظيمة ووجهٌ من وجوه الإسلام، مريم نياس، التي أسست مدرسة قرآنية في السنغال تستقبل آلاف الأشخاص، ليس فحسب من السنغاليين، ولكن أيضا من الأجانب والأمريكيين.

المنشّطة: دكتور محمد العيد نحن في الأسبوع الأوّل من العام الجديد 2021، ما الذي ترجونه للطريقة والناس المحيطين بكم، ولأهل الحِرَفِ، ولبلدنا؟ ما الذي لديكم قوله للعالم؟

سيّدنا الخليفة: الأمر الأوّل الذي يتبادر إلى ذهني، والذي مسّ الجميع، هو هذا الوباء (كوفيد 19). لقد مسّ كل الأرض والإنسانية، وترتّبت عليه آثار حقيقية على الجميع وليس فقط على التجانيين. وأرجو أن يرفع هذا الوباء، وأن يتمكّن العلماء المجتمعون حول هذه المسألة من أجل إنقاذ الإنسانية، من إيجاد لقاحاتٍ أو طرق أخرى لمحاربته، حتى يتسنّى للإنسان أن يتجدّد ويتقدّم إلى الأمام لإتمام مهمته على الصعيد العالمي، كلٌّ في موقعه.
بالنسبة للجزائر، نرجو، أيضا، إقامة جزائر جديدة بدستورها ورئيسها وبتجديد وتشبيب المجالس الوطنية والولائية والبلدية، ثمّ الدفع إلى الأمام، والتطلّع إلى تحقيق منظومة لتطوير البلاد وازدهارها ككل بلدان العالم.
أمّا بالنسبة للطريقة التجانية، فإنّي أرجو بقوّة أن يكون نشاطها الإنساني هو التقريب أكثر فأكثر بين الناس، والعمل على إنشاء علاقاتٍ وجسورٍ أكثر مع جميع التجانيين من جهة، ومع جميع الصوفية من جهة أخرى، والوجه الثالث مع الجميع. هذا هو رجاؤنا، ومن الصعوبة بمكانٍ أن يكون مقبولا، لكن يجب أن نأمله كي نستطيع العمل باتّجاه إنجازه.

المنشّطة: أذكّر جميع مشاهدينا بأننا كنّا مع رجل العلم، رجل القيم، رجل الدين، الرجل الروحاني، السيد محمد العيد التجاني التماسيني الثالث.
دكتور، شكرا لكم على ما منحتمونا إياه من وقتكم، لقد تشرّفنا كثيرا بسماعكم، وأؤكّد لكم بأنّنا، يقينا، تعلّمنا منكم الكثير.
شكرا يا دكتور.

سيّدنا الخليفة: بل أنا هو من يشكركم.


(1) : هو الخليفة الشيخ سيدي أحمد بن الشيخ سيدي حمّه بن الشيخ سيدي محمّد العيد الأوّل بن الشيخ سيدي الحاج علي التماسيني رضي الله عنهم أجمعين.